هل تعلم أن طريقة جلوسك وقلة الحركة والوزن الزائد وطريقة نومك تؤثر جميعها في صحة عمودك الفقري، ويمكن أن تسبب لك آلاماً مبرحة في الظهر؟ تعرَف إلى أسباب إصابتك بآلام الظهر وكيفية الوقاية منها وطرق علاجها.
الجلوس لفترات طويلة في مكان واحد أو أمام شاشة الكمبيوتر أو القيادة لمسافات طويلة، من دون أخذ استراحة، إضافة إلى قلة ممارسة الرياضة وحتى الجلوس على الأرض، تؤدي إلى إصابتك بالانزلاقات الغضروفية في عمودك الفقري، ما يسبب لك آلاماً مبرحة. يعاني كثير من الناس أوجاع الظهر والمفاصل والعمود الفقري من دون أن يعرفوا السبب الحقيقي وراء قصور عمل جهازهم الحركي. ويعتبر الأطباء أنه من بين كل عشرة أشخاص هناك ثمانية أشخاص يتوقع لهم أن يعانوا مشكلات في الظهر في وقت ما من حياتهم. ولا يستغربون شيوع هذه الحالة نظراً إلى كمية الضغوط التي يتعرض لها الظهر والعمود الفقري يومياً، سواء أكان أثناء الجلوس أما الوقوف أم الانحناء وحمل الأشياء أم حتى بمجرد الالتفاف للنظر إلى الوراء، فإن الأربطة والعضلات وعظام العمود الفقري ستتأثر بأدنى حركة خاطئة. يشير الاختصاصيون إلى أن آلام الظهر قد تأتي فجأة وتجعلك ترقد على ركبتيك، أو قد تكون مزمنة وطويلة المدى، ويعتبر الجزء السفلي من الظهر أكثر المناطق حساسية، لأنه يتحمل كمية كبيرة من الوزن وهذا ما يفسر سبب تعرض هذه المنطقة في الظهر لأغلبية المشكلات.
- هشاشة العظام:
يتساوى الرجال والنساء عادة في الإصابة بآلام الظهر، لكن لدى النساء عوامل خطورة تزيد من سوء المشكلة لديهن. فبعد أن ينخفض مستوى الإستروجين بسبب سن اليأس، تبدأ العظام فقدان الكالسيوم بوتيرة سريعة، ما يؤدي إلى ترقق العظام، وهذا بدوره يزيد خطورة الإصابة بكسور العمود الفقري.
من حسن الحظ أن الطب توصل إلى إيجاد علاج لهذه المشكلة، حيث إن كسر العمود يحدث على شكل انضغاط لفقراته، ما يؤدي إلى حدوث تشوه فيه، لذا فإن العلاج يرتكز على إزالة هذا الانضغاط وإعادة الفقرات إلى ما كانت عليه عن طريق حقن مادة تقوم بهذه الوظيفة، ما يزيل التشوه ويعيد الشخص إلى حالته الطبيعية. صحيح أن الأغلبية العظمى من المصابين بترقق العظام هم من النساء، إلاّ أن هذا لا يعني أن يهمل الرجل مسألة الحفاظ على سلامة عظامه. يشدد الأطباء على ضرورة الانتباه إلى نمط الحياة المتبع، فبعض الخطوات البسيطة في حال تم اعتمادها يمكن أن تحمي ظهرك وتبعد عنك آلام الظهر. يؤكد الخبراء أن النظام الغذائي يلعب دوراً رئيسياً في حماية العظام وتقويتها، إذ تشير الدراسات إلى أن المأكولات الغنية بالكالسيوم تحافظ على صحة العمود الفقري، لأن الكالسيوم يساعد على تقوية العظام، كما تعمل بعض أنواع الدهون التي تتراكم بين عضلات العمود الفقري على الحفاظ على شكله وتوازنه، يضاف إلى ذلك كله أهمية ممارسة التمارين الرياضية لأنها تسهم أيضاً في تقوية عضلات الظهر والفقرات.
- تيبس الظهر:
من المشكلات الأخرى التي قد تصيب ظهرك حدوث تيبس في عمودك الفقري الذي يشكل نسبة 50 إلى 51 في المئة من مجموع أمراض الروماتيزم، ويمكن علاجه بالتمارين الرياضية والمسكنات ومضادات الالتهاب. يوضح الأطباء أنه مع مرور السنوات، تفقد الفقرات التي تشكل العمود الفقري مرونتها وليونتها، فتنكمش الأقراص الماصة للصدمات والتي تفصل ما بين الفقرات، وتعجز بالتالي عن أداء مهمتها بشكل طبيعي. في بعض الحالات قد تنفجر أو تتفتق الأقراص وتخرج منها مادة لينة تضغط على الأنسجة في العمود الفقري.
- اعوجاج العمود الفقري:
يعتبر الوزن الزائد من بين عوامل الخطر الرئيسية لحدوث مشكلات الظهر، فهذه الأرطال الزائدة حتى ولو كانت قليلة، يتحملها الظهر وتأثيرها يتراكم عاماً بعد عام، فتفرض ضغطاً غير ضروري على العمود الفقري، وحتى لو كانت الأقراص سليمة والعظام قوية فإن العضلات والأربطة في الظهر سوف تتأثر بهذا الوزن الزائد، ما يؤدي إلى اعوجاج العمود الفقري الذي تكون نسبته أعلى في الفتيات، حيث يظهر عادة في سن البلوغ. تزداد نسبة الاعوجاج مع مرور الوقت ما يسبب مضاعفات صحية تصل إلى أجهزة الجسم الداخلية كالصدر والمعدة. كما أنه قد يؤدي إلى حدوث تشوهات في الظهر، مثل اختلال التوازن أو تحدب الظهر أو وجود كتف أعلى من الأخرى.
- خطوات علاجية:
لقد تطورت التقنيات الطبية المستخدمة في جراحة العمود الفقري وفقراته، ما زاد من نجاح نتائجها، لكن التوجه الطبي في العصر الحالي ينحاز إلى الخطوات الوقائية لتجنيب المريض مشقة الخضوع لجراحة مؤلمة، كما أن بعض أنواع آلام الظهر يمكن علاجها في المنزل وبطرق بسيطة جداً.
تعرف إلى أساليب الحد من آلام الظهر بشكل سريع، إضافة إلى الاستراتيجيات بعيدة المدى للحفاظ على ظهر قوي وسليم.
* ضع الثلج على مكان الألم: يقول الخبراء إنه بعد الشعور بالألم في الظهر يجب الإسراع إلى وضع الثلج على مكان الألم. فالثلج يساعد على انقباض الأوعية الدموية، ما يقلل من تدفق الدم ويحد من حدوث ورم. ويؤكد الأطباء أن فعالية الثلج تكون كبيرة في خلال أول 48 ساعة بعد الإصابة، لأن الأورام عادة تحدث خلال أو يومين. لكن بعد هذين اليومين سوف يحتاج جسمك إلى تدفق الدم إلى منطقة الألم، لأنه يساعد على شفاء الأنسجة التالفة. لذا يستحسن أن تضع كمادات ساخنة على المنطقة المصابة مدة 20 دقيقة في المرة الواحدة، أو يمكن الاسترخاء في حمام دافئ مرات عدة في اليوم.
* تناول الأدوية: تعتبر مسكنات الألم ومضادات الالتهاب التي تباع من دون وصفة طبية من بين أفضل العلاجات لإصابات الظهر، حيث إنها تثبط عملية إنتاج الجسم مركبات البروستاغلندين وهي مواد كيماوية تثير النهايات العصبية وتسبب الألم.
* احصل على الراحة: من الضروري الإسراع في أخذ استراحة لدى الشعور بألم في الظهر، فآلام الظهر هي طريقة الجسم لإخبارك بأنك فعلت شيئاً ما خطأ فلا تتجاهل الرسالة. فلو شعرت بألم في الظهر أثناء القيادة مثلاً، سارع إلى التوقف فوراً وأخذ استراحة، لأن المداومة على بذل المجهود عندما تكون العضلات والأربطة متهيجة تزيد من سوء الوضع وقد تؤدي إلى تلفها. في حال أرغمت على ملازمة الفراش بسبب آلام ظهرك حاول ألا تمكث فيه أكثر من يومين، لأن البقاء من دون أي نشاط مدة أطول من يومين سيسبب ضعفاً في عضلات الظهر ويجعلها متيبسة وغير مرنة.
* مارس رياضة المشي: إن أفضل طريقة للوقاية من الإصابة بأمراض العمود الفقري هي المشي، لأنه ينشط حركة الدم ويطيل العضلات المتيبسة ويخفف من التشنجات العضلية التي قد تكون أحد أسباب أوجاعك.
* تغيير الوضع باستمرار: أحد أفضل الطرق لعلاج تيبس العمود الفقري والوقاية من المشكلات المستقبلية هو تغيير وضع الجسم باستمرار، وهذا ضروري جداً في حال كنت تمضي وقتاً طويلاً في الجلوس، ما يعرض منطقة أسفل الظهر لضغوط كبيرة. ينصحك الخبراء بالتوقف وتغيير وضع الجسم كل 20 دقيقة، وإجراء بعض التمارين الرياضية التي تطيل العضلات.
* اثن الركبتين أثناء النوم: النوم على البطن يعتبر أحد أسباب إصابة الناس بتيبس في الظهر لدى الاستيقاظ صباحاً، لأن هذا الأمر يؤدي إلى تقوس الظهر الذي يضغط بدوره على العضلات والأربطة. يمكن وضع وسادة بين الرجلين ليلاً أو تحتهما في حال كنت تنام على ظهرك.
* تجنب الالتواء: الانحناء والالتواء حركتان مسيئتان للظهر لاسيما عند رفع الأشياء، من هنا ضرورة تذكير الذات بالحفاظ على عمودك الفقري مستوياً قدر الإمكان.
* ابتعد عن التوتر: يؤدي التوتر والقلق إلى تشنج العضلات وشدها ما يسبب وجعاً في الظهر. فلو كنت تعاني أصلاً مشكلات في الظهر، فاعلم أن التوتر أو الضغوط النفسية تزيد من آلامك.مشاركة , ع
